موضوع: حكم صلاة الجماعة الأحد يناير 13, 2008 5:46 pm
الحمد لله علي نَعمائه ، وجزيل إحسانه ، أحمده تعالي وأشكره علي سَوابِغ آلائِه وتَرَادف امتنانه ، وأصلي وأسلم علي الدّاعي إلي مغفرته ورضوانه ، صلي الله عليه وعلي آله وأحبَّائه وأتباعه ، وبعد :
أخي الحبيب : صلاة الجماعة من أعظم شعائر الإسلام ومن أعظم الأعمال أجرا ومن أحبها إلي الله U لحديث عبد الله بن مسعود t قال : قلت يا رسول الله : أي الأعمال أحبّ إلي الله فقال : ( الصلاة علي وقتها ) . قال بعض العلماء في قوله ( علي ) دليل علي استحباب إتيان المرء الصلاة قبل وقتها ولو بوقت يسير كما نقله ابن حجر في فتح الباري ، وفي الصحيحين عن أبي هريرة t قال رسول الله r ( صلاة الجماعة تفضل علي صلاة الفذِّ بسبع وعشرين درجة ) .
وقد ذكر العلماء الأدلة التي تدل علي أن صلاة الجماعة فرض عين علي كل مسلم ومنها : قولة U ) وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةََ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ ( وهذه الآية في حالة الخوف في المعركة . قال العلامة صالح الفوزان : فدلت الآية علي تأكيد وجوب الجماعة حيث لم يرخّص للمسلمين في تركها حال الخوف فلو كانت غير واجبة لكان أولي الأعذار بسقوطها عذر الخوف أ . هــ .
* من ترك صلاة الجماعة فهو منافق :
روي البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة t قال : قال رسول الله r ( أثقل الصلاة علي المنافق صلاة العِشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا ) . وقد قال U في وصف المنافقين ) إِنَّ المُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ الله وَهُوَ خَادِعِهُمْ وَإذَا قَامُوا إِلَي الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَي يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ الله إِلا قَلِيلاً ( فمن قام إلي الصلاة متكاسلا فهو منافق بنص الآية فما بالك بمن يترك الصلاة أصلاً . وقال ابن مسعود ( ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها – أي الجماعة – إلا منافق معلوم النفاق ) رواه مسلم .
وروي أحمد وغيره بسند ضعيف مرفوعاً ( الجفاء كل الجفاء والكفر والنفاق من سمع المنادي إلي الصلاة فلم يجيبه )
* من ترك الجماعة فهو مستحق للعقاب وعذاب النار :
عن أبي هريرة t عنه أن رسول الله r قال : ( والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطبٍ فيُحتطب ثم آمر بالصلاة فيؤذّن لها ثم آمر رجلاً فيؤمّ الناس ثم أخالف إلي رجال لا يشهدون الصلاة فأُحرِّق عليهم بيوتهم والذي نفسي بيده لو يعلم أحدهم أنه يجد عرقا سمينا أو مرماتين حسنتين لشهد العِشاء ) رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري . وفي رواية ( لينتهين رجال عن تركهم الجماعات أو لأُحرِّقن بيوتهم ) وسُئل ابن عباس t عن رجلٍٍٍٍ يقوم الليل ويصوم النهار ولا يحضر الجماعة فقال : (هو في النار ) .
* من ترك الصلاة في جماعة استحوذ – استولي – عليه الشيطان :
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله r يقول : ( ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان فعليك بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية ) رواه أبو داود وحسنه الإمام الألباني رحمه الله وطيب ثراه وجعل الفردوس مأواه .
* من ترك الجماعة فقد عصي رسول الله r :
عن ابن عباس t قال: من سمع حي علي الفلاح فلم يجب فقد ترك سنة رسول الله r ) . رواه الطبراني بإسناد حسن .
* من ترك الجماعة غشي عليه ألا يقبل الله منه إن تركها لغير عذر شرعي :
عن ابن عباس y أن رسول الله r قال : ( من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له إلا من عذر ) .
* يجب علي من سمع المؤذِّن أن يأتي إلي المسجد إلا لعذر شرعي :
عن أبي هريرة t قال : أتي النبي r رجل أعمي قال يا رسول الله إنه ليس لي قائد يقودني إلي المسجد فرخص له ، فلما ولَّي دعاه فقال : هل تسمع النداء للصلاة ؟ قال : نعم . قال : ( فأجب) رواه مسلم . فلم يعذر رسول الله r الأعمى في تركه لصلاة الجماعة ولم يأذن له في ذلك فكيف بمن أنعم الله عليه بنعمة البصر.
* وهذه بعض آراء الأئمة :
قال الإمـام الـبخاري في صـحيحه : ( 2 / 644 ) قال : باب وجوب صلاة الجماعة .
قال الإمـام مسـلــم فــي صـحيـحه : ( 2 / 654 ) قال : باب يجب إتيان المسجد علي من سمع النداء .
قال الإمام أبو البركات ابن تيمـية : ( 3 / 1029 ) قال : باب وجوبها – أي الجماعة – والحث عليها .
قال الإمام ابــــــن حـــــجـــــــر : ذهب عطاء والأوزاعي وإسحاق وأحمد وأبو ثور وابن خزيمة وابن المنذر وابن حبان وأهل الظاهر وجماعة ومن أهل البيت أبو العباس إلي أنها فرض عين .
وروي البخاري عن الحسن البصري قال : ( إن منعته أمُّه عن العِشاء في الجماعة شفقةً لم يُطِعْهَا ) .
* سير الصالحين مع صلاة الجماعة :أما إمامهم وأعظمهم وأشرفهم وهو رسول الله r فيتجلى حرصه علي الجماعة فيما روي البخاري رحمه الله من حديث عائشة قالت : ( لما مرض رسول الله r مرضه الذي مات فيه فحضرت الصلاة فأُذِّن للصلاة ...... إلي أن قالت فوجد النبي r خفة فخرج يُهادَي بين رجلين كأني أنظر رجليه تخطّان من الوجع ) قال ابن حجر : أي يعتمد علي الرجلين متمايلا في مشيه من شدة الضعف . فهذا رسول الله r المغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وفي مرضه الذي مات فيه يذهب ليُلَبِي نداء ربه U وما ذلك إلا لتعظيمه قدر الصلاة وتقديسه لها وحبِّه وشغفه بها r .
وأما الصحابة فرضي الله عنهم فهم أعظم البشر بعد الأنبياء قال عنهم عبد الله ابن مسعود t : ( ولقد كان الرجل يؤتي به يُهادَي بين الرجلين حتى يُقام في الصفّ ) وفي رواية ( إن كان المريض ليمشي بين الرجلين حتى يأتي الصلاة ) .
وقد ذكر الإمام الذهبي في كتابه العظيم ( سير أعلام النبلاء ) في ترجمة الأعمش قال وكيع ابن الجراح : كان الأعمش قريبا من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولي .
وذكر الذهبي في ترجمة إمام التابعين سعيد ابن المسيب : ( أنه لم تفته التكبيرة الأولي أربعين سنة ) .
* فضائل صلاة الجماعة :
1- عن أبي هريرة t عن النبي r قال : ( من غدا إلي المسجد وراح أعد الله له نزلاً من الجنة كلما غدا أو راح ) . البخاري ومسلم .
2- عن أبي هريرة t أن رسول الله r قال : ( ... إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلي المسجد لا يُخرجه إلا الصلاة لم يَخْطُ خُطْوة إلا رُفعت له بها درجة وحُطّ عنه بها خطيئة ، فإذا صلي لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مُصلاه : اللهم صلي عليه ، اللهم ارحمه ، ولا يزال أحدكم في صلاة ما انتظر الصلاة ) . البخاري ومسلم .
3- وفي فضل صلاة الفجر في جماعة قال رسول الله r : ( من صلي الفجر في جماعة فهو في ذمة الله ) . أي في رعاية الله وحفظه .
4- وورد في إثم من أخر صلاة العصر إلي إصفرار الشمس ما رواه مسلم عن أنس t قال : سمعت رسول الله r قال : ( تلك صلاة المنافق ، يجلس يرقُب الشمس حتى إذا كانت بين قرني الشيطان قام فنقرها أربعاً لا يذكر الله إلا قليلا ) .
5- عن أبي هريرة t أنه سمع رسول الله r يقول ( أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمساً ما تقول ذلك يبقي من درنه ؟ قالو لا يبقي من درنه شيئاً قال: فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله به الخطايا ) .
فإياك وترك الجماعة فما تركها رسول الله r حتى وهو في مرضه الذي مات فيه وما تركها أصحابه رضوان الله عليهم بل كانوا يعُدّون من تركها منافقاً معلوم النفاق ، فالله الله في صلاة الجماعة التي فرَّط فيها كثير من المسلمين وخاصة الشباب . فيا إخواني إن الله عز وجل سائلكم فأعِدّوا للسؤال جواباً ، سائلكم عن قوله U ) وَأَقِيمُوا الصَّلاةََ وءَاتُوا الزَّكَاةَ وارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِين ( فالله U أمر أن نصلي في جماعة وسائلكم عن قول المؤذِّن ( حي علي الصلاة .... حي علي الفلاح ) . وسائلكم عن قوله U ) لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَة ( فمن ترك الصلاة في جماعة لم يتأسَّى برسول الله r فأيـن الجـواب ؟
فالحُبّْ كما يقول ابن القيم هو محرك الجوارح وهو الباعث لكل فعل خيراً كان أو شراً فإن كنت تحبّ الصلاة أقبلت مسرعاً علي قدر حّبك لها وكلما قلّ حبّك لها كلّما فرطت فيها وكلما فرطت فيها اقتربت من عذاب الله فأول مسؤول عنه هو الصلاة والعمل الذي إذا صلح كان فيه نجاة العبد هو الصلاة فبادر إلي تلبية النداء حتى لا تقع في مخالفة رب الأرض والسماء .
وصلي اللهم وسلم علي نبينا محمد وعلي آله وصحبه وسلم
Admin Admin
عدد الرسائل : 89 العمر : 41 تاريخ التسجيل : 05/01/2008
موضوع: رد: حكم صلاة الجماعة الثلاثاء يناير 15, 2008 3:13 am
مشكور ياخ حسام استني علينا بس احنا مشغولين اليومين دول في الامتحانات من بكرة ان شاء الله هنبداء نفرز المواضيع ونثبت منها كام موضوع والله مواضيعك كلها احسن من بعضها جزاك الله خيرا